فتاة الياقة الزرقاء
-
وصف
كان هناك يومًا مميزًا في حياتنا عندما ذهب والداي لاستلام أختي الصغيرة من مخفر الشرطة في المدينة. تجمع أقاربنا في منزلنا في وقت مبكر من صباح ذلك اليوم لرؤية الطفلة الجديدة. تكون أجواء من الحماس والتوتر والفضول في المنزل، حيث كان الجميع ينتظر بفارغ الصبر لرؤية الطفلة الجديدة، لتواجد هناك ماضٍ مثيرًا يرتبط بها. وكان الجميع يجتمع حول التلفزيون بأعين متوقعة ومبتهجة، حيث كانت المذيعة الشابة تتلو قائمة الأسماء الطويلة للمواليد الجدد. كان هناك لحظة من الفرح والدهشة حينما سمعنا اسم أختي يذكره المذيع، بينما كان والداي بعيدين. فأصبحت واثقة أنهما ذهبا لاستلامها. استغربت وتوجهت إلى خالتي بدهشة وفضول متزايد، وسألتها عن سبب تجمع الأقارب في غياب والدي ووالدتي. فكان جواب خالتي مدهشًا ومفاجئًا، فقد عرفت في تلك اللحظة الفرق الكبير الذي يميز حياة سوزان عن حياة باقي الأطفال في القرية. تبين أن سوزان تنتمي إلى فئة مميزة تُعرف بـ "ذوات الياقة الزرقاء". وفي تلك اللحظة، أدركت أن الله قد أرسل سوزان إلى عائلتنا في التوقيت المناسب تمامًا. كانت هذه المعلومة مدهشة ومؤثرة للغاية. فقد أدركت في ذلك الوقت أنه بفضل الله تعالى، تم إرسال سوزان إلى عائلتنا في الوقت المثالي تمامًا. كانت هذه الطفلة الصغيرة تعني الكثير لنا، وكانت نعمة لا تقدر بثمن. في هذا اليوم الخاص، لم أتمكن فقط من استيعاب الأحداث التي حدثت بينما كان والدي يسلمون أختي من المخفر، بل أصبحت أيضًا واعية تمامًا للتفاصيل المدهشة والأسرار التي تحويها حياة عائلتي. في هذا اليوم المميز، أدركت حقيقة أن وجود سوزان في عائلتنا كان نعمة من الله في الوقت المناسب، مما أضفى روحًا جديدة من السعادة والتفاؤل على حياتنا. لقد فتحت أعيني لحقيقة أن هناك الكثير من الأسرار والتفاصيل المدهشة في حياة عائلتي، وأن الوقت والتوقيت يلعبان دورًا هامًا في قصصنا الشخصية. أدركت أن الله يمنحنا النعم والهدايا في الوقت المناسب لنستمتع ونقدرها. فقد كان هذا اليوم الذي احتفلنا فيه بقدوم سوزان يومًا خاصًا ومثيرًا في حياتنا، حيث أدركنا قدرة الله العظيمة على تغيير حياتنا وتعطينا حبًا وفرحًا جديدين.
-
التعليقات
لا توجد تعليقات لهذا الكتاب.
الكتب ذات الصلة
-
Disqus